صراع القلب: التردد بين النعم واللا في العلاقات العاطفية - التشابك بين الرغبات والاحتياجات في عالم العواطف - فن العلاقات

صراع القلب: التردد بين النعم واللا في العلاقات العاطفية - التشابك بين الرغبات والاحتياجات في عالم العواطف

صراع القلب



تُعَد العلاقات العاطفية من أهم العلاقات الإنسانية، إذ توفر المساحة الاجتماعية الضرورية للتعبير عن النفس ، وكذلك تلبية احتياجات الروح والقلب. ومع ذلك فإن العلاقات العاطفية قد تسبب الكثير من الصراعات الداخلية، فمن الممكن أن يُصبح الإنسان مترددًا بين النعم واللا فيما يخص هذه العلاقات المعقدة. وكانت دراسات علم النفس الإنساني بمثابة مرآة لمثل هذه الصراعات، حيث تحلِّل الأفكار العميقة الكامنة وراء هذا النوع من الصراعات وتقدِّم الوسائل المناسبة لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.


إنَّ التردد في العلاقات العاطفية يمكن أن يسبب أضرارًا نفسية كبيرة، فبدلاً من الاستمتاع بالعلاقة، ينتهي الأمر بالانخراط في دوامة من الشكوك والتمنِّيات والتحجُّر. ومن المهم النظر في دوافع التردد وما يمكن فعله لتجنُّب هذا الموقف القاتم.


يتمثل التردد في العلاقات العاطفية في عدم القدرة على اتخاذ العلاقة إلى المرحلة التالية. وعادةً ما يكون السبب وراء ذلك هو الرغبات المختلفة بين الشريكين، حيث يريد كلُّ شخص الحصول على شيء مختلف. في حين يريد الشخص الأول علاقةً ظرفية، يريد الثاني إقامة علاقةٍ طويلة الأمد تعتمد على الحب الصادق والشعور بالأمان. وللأسف، قد يؤدي هذا الصراع بين الرغبات إلى التردد وعدم القدرة على اتخاذ الخطوة التالية.


وتفسِّر أراء الطرف الآخر التي تخدم الرغبات وليس الاحتياجات الحقيقية، قد تؤثر على المرأة أو الرجل العاطفي أو تجعلها أو تجعله غير قادرين على اتخاذ الخطوة اللازمة.


يتوقف التردد بين النعم واللا على الأسباب التالية:


1. الخوف من الإلتزام:


غالبًا ما يفكر الشخص في أن يحصل على العلاقة التي يريدها ويسعى إلى ذلك، ولكنه يشعر بالخوف عندما يجد نفسه في موقف يتطلب منه اتخاذ الخطوة التالية. ويمكن أن يكون ارتباط الشخص بتلك العلاقة وازدراءه للإلتزام أو الخوف من خسارة الحرية فوضى الرغبات التي يحاول استيعابها سواء  الرجال اوالنساء.


2. الخوف من الفشل:


قد يعتقد الشخص أنَّ تفشُّل العلاقة هو شيء يحصل بشكلٍ طبيعي، وأنه بمجرد أن يواجه العلاقة بشكلٍ كامل فسوف يخشَ مثل تلك المخاوف . وصعوبة  ان هُنَاك شخص يساعده على التخطيط لرفضة وشكوكه، ووضع خطط للتخلص منه، أو حتى تقليل التردد لديه .


3. الخوف من فقدان السيطرة:


تواجه العديد من الأشخاص تحديًا في الحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والعلاقات العاطفية، وقد يشعر الشخص بالقلق إزاء الندرة في الحالات التي يكون فيها فكر في آخرين.
    

4. الخوف من الأذى:


 قد يخاف الشخص من البقاء في علاقة تؤدي إلى جرحه، أو سوء الحال، وقد تُضر العلاقة العاطفيَة الحالية بسبب المخاوف الأخرى المتأتية عن سوء الحال في الماضي.

لذا توصلناالى انه لا يوجد حلٌّ عامٌ لمشكلة التردد في العلاقات العاطفية، حيث تتأثر كثيرًا بالأشخاص الفرديين وظروفهم الشخصية. ومع ذلك، فإنَّ التحليل الدقيق للمشكلات الناشئة والتغلُّب عليها قد يساعد في الانتقال من المرحلة الحالية إلى الحياة العاطفية الأفضل والأكثر سعادة.



- التقاطع بين الرغبات والاحتياجات في عالم العواطف : 


تعمل العواطف كأصوات تخبرنا بالأشياء التي نحتاجها، إذ تأتي مع العديد من الأصوات المنوِّعة والتي تحتاج إلى ترجمة. فمثلاً، يمثل الشعور بالغضب الاحتياج إلى التحرر، بينما الشعور بالحزن يمثل الاحتياج إلى المساندة والرعاية. وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي الاحتياجات المختلفة إلى صراعات في العلاقات العاطفية، حيث يقف الشريكان في مواجهة احتياجات مختلفة ورغبات متضاربة.


في حين أن المشكلات التي تنشأ بين الزوجين بسبب رغباتهما المختلفة تستغرق الكثير من الوقت والكثير من الجهد لتوسيع التفاهم وتعزيز مستوى التحليل الأساسي الذي يتماشى مع التوقعات المتبادلة في العلاقة.


لا يمكن تفسير صراع الرغبات دائمًا بطريقة سلسة، ولكن يظل العامل الأساسي لتحليل صراع الرغبات هو التركيز على الاحتياجات الأساسية لكل من الزوجين. وعندما تنحصر صراعات الرغبات  ويصل كل من الزوجين إلى فهم أفضل لاحتياجاتهم الأساسية، فإنَّ الاتفاق والتفاهم يصبحان أسهل بكثير. 


لكن الحقيقة المرة الأخرى هي أن التحليل والتغلب على صراعات الرغبات هو أمر كامن ومعقد  لمجرد ترجمة الحاجة للتحرر في شعور الغضب. وبالتالي فصراع الرغبات والاحتياجات يصعِّب إيجاد الحلول الفعالة لصعوبات العلاقة في جميع الأوقات. 


وفي النهاية، يجب أن يتولى الأزواج تغلبُ الصراعات الداخلية بمشاعر التسامح والحب والصبر اللازم، والاحترام والتقدير، إلى جانب التفاهم والتواصل المستمر. ومهم ايضا  رغبات واحتياجات متعارضة تنتهى الى الحل الفعال الذي يوازن بين مفاهيم الاحتياجات العاطفية الأساسية لكل واحد منهما، فإنَّ النتيجة ستكون علاقة متبادلة قوية قوية ومستدامة على المدى البعيد. 


تعليقات